كانت رياضة الملاكمة التي يسيطر عليها الرعاع في أمريكا تحتضر خلال عقد الستينيات عندما ظهر الملاكم الكبير محمد علي على مسرح هذه الرياضة. وقد كتب عنه أيه جي ليبلينج يقول «إن ظهوره جاء ليكون بمثابة الربان الذي ينقذ السفينة التي كانت على وشك الغرق في المحيط.
أضفى لمسات الجمال لأشد أنواع الرياضة عنفاً وشراسة
على الرغم من فوز محمد علي كلاي بالميدالية الذهبية لدورة الألعاب الأوليمبية في روما عام 1960 فإن الخبراء لم يلتفتوا كثيرا لمهاراته في الملاكمة. فقد كان رأسه وعيناه الواسعتان تبدوان وكأنها ستفرض نفسها على الحدث. وبدلا من الميل جانبا لكي يتجنب اللكمة كحركة دفاعية في رياضة الملاكمة كانت عادة كلاي أن يميل بجزعه للخلف ولف جسمه وهو الأسلوب الذي أفزع الخبراء. كما أن هؤلاء الخبراء لم يوافقوا على أسلوب كلاي في الترويج لنفسه حيث كان يردد دائما«أنا البطل» ثم اعتناقه للإسلام وتغيير اسمه إلى محمد علي.
يقول كلاي مخاطبا هؤلاء«انا غير مضطر لكي أكون كما تريدون ولكنني حر في أن أكون كما أريد». كما كان كلاي يتمتع بروح دعابة عالية جدا. ففي أحد المؤتمرات الصحفية لاحظ أن الصحفيين عابسون ولا يتحركون فبادرهم بالقول لماذا لا تضحكون؟لماذا لا تدونون ملاحظاتكم؟. وقد كان أيضا كلاي يعيش بطريقة فطرية وبسيطة.
وقد كان ميالا للمرح والدعابة والشقاوة خلال طفولته الأمر الذي كان يسبب إزعاجا كبيرا لوالديه. وعندما بدأ كلاي احتراف الملاكمة وجد الجمهور صعوبة في تقبله بسبب سماته الشخصية والجسدية التي تختلف كثيرا عن السمات التقليدية لأبطال هذه الرياضة، ففي أول مباراة له على لقب بطل الوزن الثقيل التي جرت في مدينة ميامي الأمريكية أمام سوني ليستون لم يحضرها عدد كبير من الجمهور. وحتى الحاضرون كانوا أكثر تعاطفا مع ليستون. وقبل اللقاء قال ليستون إنه سيكسر رقبة خصمه ولكنه لم يتمكن حيث هزمه كلاي ليصبح بطلا للوزن الثقيل. وبعد ذلك بثلاث سنوات اضطر كلاي الى خوض مباراة أخرى لاستعادة اللقب المرموق الذي تم سحبه منه بعد رفضه الالتحاق بالجيش الأمريكي الذي كان يحارب في فيتنام في ذلك الوقت حيث تم تقديمه للمحاكمة بتهمة التهرب من الخدمة العسكرية في حين قام اتحاد الملاكمة بسحب لقب بطل الوزن الثقيل منه لنفس السبب وسحب رخصة ممارسة الملاكمة منه أيضا.
احتاج كلاي إلى ثلاث سنوات ونصف حتى يتمكن من العودة إلى الحلبة مرة ثانية بعد أن قررت المحكمة الأمريكية العليا في عام 1971 أن الحكومة الأمريكية تعاملت مع محمد علي بطريقة خطأ، ولكن هذا الحكم لم يكن ملزما لمجلس الملاكمة لكي يعيد اللقب المرموق إليه لأن محمد علي نفسه لم يجد هناك داعياً للجوء للقضاء في هذه القضية واختار أن يسترد اللقب مرة أخرى في حلبة الملاكمة وليس في ساحة القضاء.
وجاءت مباراته الثانية لاسترداد اللقب أمام منافسه الأمريكي جورج فورمان التي جرت في العاصمة الزائيرية كينشاسا.
في أحد اللقاءات التلفزيونية سأل المذيع محمد علي عن خططه لحياته في المستقبل بعد اعتزال الملاكمة وذلك بعد لقاء فورمان. قال محمد علي إنه في الحقيقة لا يعرف حاليا كيف ستكون حياته لأنه لا يفكر في غير الملاكمة ولا يستطيع أن يتصور أي شيء آخر في حياته غير هذه الرياضة.
وفي دفاعه عن رياضة الملاكمة قال محمد علي : إنك لست مضطرا لأن تتعرض للضرب في الملاكمة ولكن الناس لا تفهم ذلك، غير أن منافسه جو فريزير بطل العالم الأسبق أيضا في الوزن الثقيل يقول إنه ضرب محمد علي أثناء لقائهما معا لكمات كان يمكن أن تهدم مبنى كاملا.
والحقيقة أن محمد علي استمر في الملاكمة أكثر كثيرا مما يجب فقد دفعه مديرو أعماله إلى مواصلة النزال في الوقت الذي كان يجب عليه الاعتزال فيه. وخاض لقاءات ضد أبطال شباب أقوياء مثل لاري هولمز وليون سبنكس الذين نالوا منه بأكثر مما كانوا يجب أن يفعلوا. فقد كان محمد علي يحب الملاكمة أكثر مما يتصور الكثيرون. وإذا كان الأديب الأيرلندي أوسكار وايلد يقول إن الإنسان يمكن أن يقتل من يحب فإن محمد علي يثبت العكس وهو أن المحب يمكن أن يقتل محبوبه، فقد خرج محمد علي من ممارسة الملاكمة بمرضه القاتل وهو الشلل الرعاش الذي لا يتمكن معه هذا البطل الأسطورة من الحركة العادية.
والآن لا يفعل محمد علي اكثر من السير البطيء وتوقيع الاتوجرافات التي يأتيه منها الكثير جدا، ويمكن القول بأن محمد على أكثر نجوم العالم الأحياء والأموات الذي يوقِّعون على أوتجرافات المعجبين حتى الآن. وبعد سنوات طويلة من الاعتزال لم يخفت بريق النجم الأسمر حتى وقع عليه الاختيار لإشعال الشعلة الأوليمبية لدورة أطلانطا في أمريكا عام 1996 حيث شاهده أكثر من أربعة مليارات مشاهد عبر شاشات التلفزيون في كل أنحاء العالم.
والحقيقة أن لاعبي ودارسي رياضة الملاكمة ما زالوا يدرسون مباراته مع جو فريزير باعتبارها واحدة من أعظم مباريات الملاكمة في التاريخ. ويؤكد الخبراء أن محمد علي تمكن من إضفاء لمسة جمالية على واحدة من أشد الرياضات عنفا وشراسة لذلك فقد أصبح وبحق أشهر رياضي في العالم على مدى سنوات وسنوات
__________________
أضفى لمسات الجمال لأشد أنواع الرياضة عنفاً وشراسة
على الرغم من فوز محمد علي كلاي بالميدالية الذهبية لدورة الألعاب الأوليمبية في روما عام 1960 فإن الخبراء لم يلتفتوا كثيرا لمهاراته في الملاكمة. فقد كان رأسه وعيناه الواسعتان تبدوان وكأنها ستفرض نفسها على الحدث. وبدلا من الميل جانبا لكي يتجنب اللكمة كحركة دفاعية في رياضة الملاكمة كانت عادة كلاي أن يميل بجزعه للخلف ولف جسمه وهو الأسلوب الذي أفزع الخبراء. كما أن هؤلاء الخبراء لم يوافقوا على أسلوب كلاي في الترويج لنفسه حيث كان يردد دائما«أنا البطل» ثم اعتناقه للإسلام وتغيير اسمه إلى محمد علي.
يقول كلاي مخاطبا هؤلاء«انا غير مضطر لكي أكون كما تريدون ولكنني حر في أن أكون كما أريد». كما كان كلاي يتمتع بروح دعابة عالية جدا. ففي أحد المؤتمرات الصحفية لاحظ أن الصحفيين عابسون ولا يتحركون فبادرهم بالقول لماذا لا تضحكون؟لماذا لا تدونون ملاحظاتكم؟. وقد كان أيضا كلاي يعيش بطريقة فطرية وبسيطة.
وقد كان ميالا للمرح والدعابة والشقاوة خلال طفولته الأمر الذي كان يسبب إزعاجا كبيرا لوالديه. وعندما بدأ كلاي احتراف الملاكمة وجد الجمهور صعوبة في تقبله بسبب سماته الشخصية والجسدية التي تختلف كثيرا عن السمات التقليدية لأبطال هذه الرياضة، ففي أول مباراة له على لقب بطل الوزن الثقيل التي جرت في مدينة ميامي الأمريكية أمام سوني ليستون لم يحضرها عدد كبير من الجمهور. وحتى الحاضرون كانوا أكثر تعاطفا مع ليستون. وقبل اللقاء قال ليستون إنه سيكسر رقبة خصمه ولكنه لم يتمكن حيث هزمه كلاي ليصبح بطلا للوزن الثقيل. وبعد ذلك بثلاث سنوات اضطر كلاي الى خوض مباراة أخرى لاستعادة اللقب المرموق الذي تم سحبه منه بعد رفضه الالتحاق بالجيش الأمريكي الذي كان يحارب في فيتنام في ذلك الوقت حيث تم تقديمه للمحاكمة بتهمة التهرب من الخدمة العسكرية في حين قام اتحاد الملاكمة بسحب لقب بطل الوزن الثقيل منه لنفس السبب وسحب رخصة ممارسة الملاكمة منه أيضا.
احتاج كلاي إلى ثلاث سنوات ونصف حتى يتمكن من العودة إلى الحلبة مرة ثانية بعد أن قررت المحكمة الأمريكية العليا في عام 1971 أن الحكومة الأمريكية تعاملت مع محمد علي بطريقة خطأ، ولكن هذا الحكم لم يكن ملزما لمجلس الملاكمة لكي يعيد اللقب المرموق إليه لأن محمد علي نفسه لم يجد هناك داعياً للجوء للقضاء في هذه القضية واختار أن يسترد اللقب مرة أخرى في حلبة الملاكمة وليس في ساحة القضاء.
وجاءت مباراته الثانية لاسترداد اللقب أمام منافسه الأمريكي جورج فورمان التي جرت في العاصمة الزائيرية كينشاسا.
في أحد اللقاءات التلفزيونية سأل المذيع محمد علي عن خططه لحياته في المستقبل بعد اعتزال الملاكمة وذلك بعد لقاء فورمان. قال محمد علي إنه في الحقيقة لا يعرف حاليا كيف ستكون حياته لأنه لا يفكر في غير الملاكمة ولا يستطيع أن يتصور أي شيء آخر في حياته غير هذه الرياضة.
وفي دفاعه عن رياضة الملاكمة قال محمد علي : إنك لست مضطرا لأن تتعرض للضرب في الملاكمة ولكن الناس لا تفهم ذلك، غير أن منافسه جو فريزير بطل العالم الأسبق أيضا في الوزن الثقيل يقول إنه ضرب محمد علي أثناء لقائهما معا لكمات كان يمكن أن تهدم مبنى كاملا.
والحقيقة أن محمد علي استمر في الملاكمة أكثر كثيرا مما يجب فقد دفعه مديرو أعماله إلى مواصلة النزال في الوقت الذي كان يجب عليه الاعتزال فيه. وخاض لقاءات ضد أبطال شباب أقوياء مثل لاري هولمز وليون سبنكس الذين نالوا منه بأكثر مما كانوا يجب أن يفعلوا. فقد كان محمد علي يحب الملاكمة أكثر مما يتصور الكثيرون. وإذا كان الأديب الأيرلندي أوسكار وايلد يقول إن الإنسان يمكن أن يقتل من يحب فإن محمد علي يثبت العكس وهو أن المحب يمكن أن يقتل محبوبه، فقد خرج محمد علي من ممارسة الملاكمة بمرضه القاتل وهو الشلل الرعاش الذي لا يتمكن معه هذا البطل الأسطورة من الحركة العادية.
والآن لا يفعل محمد علي اكثر من السير البطيء وتوقيع الاتوجرافات التي يأتيه منها الكثير جدا، ويمكن القول بأن محمد على أكثر نجوم العالم الأحياء والأموات الذي يوقِّعون على أوتجرافات المعجبين حتى الآن. وبعد سنوات طويلة من الاعتزال لم يخفت بريق النجم الأسمر حتى وقع عليه الاختيار لإشعال الشعلة الأوليمبية لدورة أطلانطا في أمريكا عام 1996 حيث شاهده أكثر من أربعة مليارات مشاهد عبر شاشات التلفزيون في كل أنحاء العالم.
والحقيقة أن لاعبي ودارسي رياضة الملاكمة ما زالوا يدرسون مباراته مع جو فريزير باعتبارها واحدة من أعظم مباريات الملاكمة في التاريخ. ويؤكد الخبراء أن محمد علي تمكن من إضفاء لمسة جمالية على واحدة من أشد الرياضات عنفا وشراسة لذلك فقد أصبح وبحق أشهر رياضي في العالم على مدى سنوات وسنوات
__________________